الأدب يتكون من فنون أو أجناس مختلفة ومتكاملة في آنٍ واحد، فهي كالمنهج التكاملي الذي لا يستغني بعضه عن بعض ويرتبط بعضه ببعض، بل ويخدم بعضه بعضًا، مثل، الشعر، والقصة، والشعر القصصي، والقصة القصيرة، والرواية، والمسرحية، وغير ذلك، فالكل يدور في فَلَكِ الأدب ويخدمه من زوايا متعددة.
وبالنظر إلى تاريخ الشعوب وتتبعه على مر العصور والأزمان يتضح اتصالُ بعضها ببعض في وقت الحرب والسلم، فحدث التأثير والتأثر والتفاعل بين ثقافات الآمم وفنونها وآدابها، كما لا يخفى على كل ذي عينيْن إثراء الفكر وتبادل الموضوعات فاللغة حية وليست جامدة، وبيت الحكمة في بغداد له من الآثار الإيجابية الكثيرة كتوسيع حركة الترجمة مثل الأعمال العِلمية والأدبية اليونانية والفارسية وغيرِهِما من الثقافات المتعددة من وإلى العربية، حتى أنّ بعض الخلفاء كانوا يعطون بوزن الكتاب المُترجم ذهبًا.
إننا نعيش في مجتمعات في أمسّ الحاجة للثقافة والمعرفة المتجددة، وبالطبع فإن تمازج الآداب العالمية والانفتاح عليها توسّع الآفاق وتفتح الطريق للتنويع في الإنتاج والإبداع الذي ينبّه على المشكلات أو يضع حلولًا لها، وتقريب المفاهيم والأفكار والبلدان.
والقصة الشاعرة فن جديد أثبت أصالته وتأثيره بقوة في المحافل الأدبية جنبًا إلى جنب مع الفنون الأدبية الأخرى، وذلك من خلال تبنّي الأدباء والمتخصصين من مختلف الوطن العربي له والكتابة عنه، والنقاشات والسجالات الأدبية في الندوات والمؤتمرات البالغ عددها خمس عشرة مؤتمرًا، بل وتدريسه في بعض الجامعات على هيئة مقررات ونصوص، ودراسات أدبية.