استراتيجية مقترحة في ضوء عمليات الكتابة التفاعلية لتنمية مهارات التعبير الوظيفي لطلاب المرحلة الإعدادية

المعلومات العلمية للعدد

المؤلفون

كلية التربية جامعة دمياط

المستخلص

     يعد التعبير من أهم أنماط النشاط اللغوي، وأكثرها انتشارًا فلا تقوم صلات فعالة بين جماعات المجتمع بدونه، وهو ضرورة حيوية في الحياة  اليومية، لأنه أداة من أدوات التعليم والتعلم ووسيلة هامة في الاتصال بين الأفراد، لذا فهو الغاية  من دراسة اللغات، ومن ثم فإن العجز عن التعبير يؤدي إلي فشل المتعلمين، مما يترتب عليه فقدان الثقة بأنفسهم، وتأخر نموهم الاجتماعي والفكري. ونجاح الفرد في تواصله مع الآخرين من خلال  عرض أفكاره عليهم  بوضوح و يسر وسهولة، يؤثر في الجانب النفسي لديه، وقدرته علي التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية فيجعله أكثر ثباتًا واستقرارًا وتأثيرًا. (عبد الباري 2010ب، الهاشمي، 2010 (
   التعبير الوظيفي يؤدي غرضا حياتيا يمثل أهمية وضرورة تقضيه حياة المتعلم داخل المدرسة وخارجها، فهي كتابة تتصل بمطالب الحياة، مثل كتابة التقارير، والخطابات الرسمية، والاستمارات، والبرقيات، الرسائل الإدارية... إلخ، فهي نوع من التعبير غرضه اتصال الناس ببعضهم لقضاء حاجاتهم، وتنظيم شئونهم، وهي لا تخضع لأساليب التجميل اللفظي والخيال، بل إن لها مجالات محددة، وكل مجال له استخداماته الخاصة به، فالتعبير الوظيفي يمكن توصيفها بأنها تؤدي غرضًا وظيفيًا تقتضيه حياة المتعلم داخل المدرسة وخارجها، مثل: كتابة التقارير، والخطابات الرسمية. (عبد الباري، 2010، العبيدي، 2009)
    وقد تطورت طرائق تعليم الكتابة بالانتقال من مدخل الناتج النهائي product approach إلي مدخل العملية process approach ، ففي المدخل الأول، ونتيجة لهيمنة الطريقة السمعية الشفوية the audio lingual method  التي تركز علي مهارتي الإصغاء والتحدث، وتعطي دورًا للقراءة، نجد أن الكتابة كانت تقوم بدور تعزيزي للنماذج الشفوية للغة، مما يؤدي إلى إهمال الجانب الأساسي في الكتابة، وهو أنها عملية معقدة. وتعليم التعبير الكتابي ليس نشاطاً بسيطاً أو منفرداً، لأن الكتابة نفسها معقدة، ولأن تعليم استراتيجيات ومهارات فعالة هي عملية ارتدادية (recursive)   مستمرة ومتشابكة. نتيجة لهذا الإدراك ظهرت حركة معاكسة  لمدخل الناتج، وأحدثت ما أسمته ما كسين هيرستون "الثورة في تعليم الكتابة"، والتي تنظر إلى الكتابة على أنها ارتدادية أكثر مما هي خطية، حيث إن نشاطات ما قبل الكتابة والكتابة والمراجعة تتداخل وتتشابك. (سليمان، 2009، النجار، 2011)   
    وهي الحركة التي تركز على مدخل العملية وأهميته في تعليم الكتابة، وما يركز عليه هذا المدخل الاهتمام بالعمليات التي تجري أثناء الكتابة من توليد للأفكار، وكتابة المسودات، وتنظيم للأفكار، ثم تنقيحها للوصول إلى الناتج النهائي. وبذلك تكون العمليات وسيلة للوصول إلى الناتج المرغوب فيه مع تنمية الوعي بهذه العمليات من تخطيط وتأليف ومراجعة وتدقيق. ونظرًا  لأهمية مهارة الكتابة بشكل عام ، ويمكن القول بأن "مدخل العملية يمكن أن يحسن التعليم إذا ما تم استخدامه بالشكل المناسب  )دون إهمال للناتج النهائي)، ذلك أنه يتيح للطلبة فرصة الاندماج في كتاباتهم، ويدعم الاعتقاد بأن التعبير لايمكن أن يدرس بوساطة مجموعة محددة من القواعد، وبأن غرفة الصف يمكن أن تكون مكاناً للتواصل الحقيقي. (2004،  National Writing Project،(VanDeWeghe,2008