أساليب رعاية الموهوبين من ذوي الهمم "رؤى وتطلعات"

المعلومات العلمية للعدد

المؤلفون

کلية التربية جامعة دمياط

المستخلص

تعد الموهبة منحة من الله سبحانه وتعالى، ويمثل الموهوبون ثروة بشرية ينبغي أن تحظى بالتقدير والرعاية، لما يقدمونه من إنجازات في جميع المجالات العلمية والتکنولوجية, لذلک توليهم المجتمعات المتقدمة اهتماماً کبيراً، وتسعى إلى توفير جميع الخدمات التي يمکن من خلالها التعرف عليهم ورعايتهم.
وقد شهد مجال التربية الخاصة انطلاقة قوية وسريعة في مجال رعاية الموهوبين؛ حيث اهتم علماء النفس والتربية بدراسة هذه الفئة والتعرف على خصائصهم المعرفية والاجتماعية والانفعالية، وذلک لتهيئة طرق رعايتهم وتعليمهم وتنمية مواهبهم ومهاراتهم، وتقديم البرامج الإرشادية لمواجهة مشکلاتهم، والعمل على استثمار قدراتهم واستعداداتهم بما يعود بالفائدة على أفراد المجتمع.
وقد أثبتت الدراسات أن هناک فئة من الأفراد لديهم نواحي تفوق في مجال ما، ونواحي قصور في جانب آخر, وقد أطلق على هذه الفئة مصطلح "الموهوبون من ذوي الخصوصية المزدوجة" أو ثنائيي غير العادية. ويجد الکثير من الباحثين صعوبة في تقبل واستيعابه هذا المفهوم؛ لما يتضمنه من تناقض يبدو غير منطقي؛ إذ کيف يمکن أن يعاني الموهوبون من إحدى الصعوبات أو الإعاقات.
ويعد تعريف الموهوبين من ذوي الخصوصية المزدوجة أمراً ليس سهلاً؛ إذ يتطلب الوعي بالعلاقة الفريدة بين جانبي الاستثناء؛ حيث يتمثل الاستثناء الأول في کونهم موهوبين يحتاجون إلى برامج معينة في إطار التربية الخاصة؛ لرعايتهم وتطوير موهبتهم, بينما يتمثل الاستثناء الثاني في کونهم ذوي إعاقات يحتاجون إلى برامج تعمل على الحد من الآثار السلبية التي ترتبت على إعاقتهم, الأمر الذي جعل هذه الفئة خارج نطاق الخدمات التربوية المناسبة التي تقدمها مؤسسات التربية الخاصة.
ومن الملاحظ أن أغلب المؤتمرات والندوات التي تعقد تناقش احتياجات الموهوبين أو ذوي الإعاقات, بينما لا تهتم بالأطفال الذين يظهرون خصائص هاتين الفئتين في الوقت نفسه, على الرغم من الاتفاق بأن هؤلاء الأطفال موجودون ولکن غالباً ما يتم تجاهلهم أو إغفالهم.
 لذا ترى الباحثتان أن إهمال الموهوبين من ذوي الخصوصية المزدوجة يعد مشکلة هامة جديرة بالبحث, ومن هنا تأتي أهمية ورقة العمل التي تتضن التعرف على هؤلاء الموهوبين وخصائصهم وأساليب الرعاية التي يمکن تقديمها لهم؛ لمساعدتهم والوصول بهم إلى أقصى درجة ممکنة تسمح بها قدراتهم.

الكلمات الرئيسية